إنسلت إلى نقطة تجمع عشرات من المتطوعين والمتطوعات، كنغمة شاردة، بعيداَ عن أبسط أنواع الرسميات، كي تشارك في إعداد وجبات إفطار، لمبادرة ” أبشر بالفطور ” والتي أقيمت في شهر رمضان الفائت ..
وفور تواجدها بالمكان إزداد توهجاً و طاقةً إيجابية، بفضل روحها المرحة و حنكتها المتأصلة، و ثقافتها العالية، و رفعة، من الله، بعد أن تواضعت له..
( متطوعة وبس ) !!
( حالي حالكم ) !!
و ( أنتم أبطال العمل التطوعي )
ذاك ما زعمته على لسان حال الدكتورة مشاعل العصيمي، رئيس مجلس إدارة جمعية العمل التطوعي بالمنطقة الشرقية، حينما خلعت رداء بروتوكول الرئاسة، و نزعت ( شال ) المناصب الرفيعة، لترتدي سترة المتطوعين وتشارك بقية المتطوعين بإعداد وجبات الإفطار، بكل حماس و وثقة، و فخر، لهذا العمل التطوعي، بعد زيارة مفاجئة و دون مقدمات لمقر عمل المبادرة في بيت الطالب بالدمام، في الوقت ذاته، الذي لا تشعرك تلك الـ ( مشاعل ) بأن لديها هاجساً لمواصلة نجاح مبادرة أبشر بالفطور في نسختها الثالثة، و مدى حجم المبادرة، وأهمية المبادرة، لاعتبارات عدة، لعل في مقدمتها هي الرعاية الكريمة للمبادرة من سمو أمير المنطقة الشرقية، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود _ حفظه الله _، وتحت إشراف المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، وبشراكة استراتيجية مع جهات عدة شملت إمارة المنطقة الشرقية، وتعليم الشرقية، وفرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وأمانة الشرقية، وشركة مطارات الدمام، إضافة إلى شرطة المنطقة الشرقية، والقوات الخاصة لأمن الطرق، وإدارة مرور الدمام، وجمعية طويق لصناعة الكوادر البشرية، وعدد من الجهات الحكومية والخاصة والأهلية، بنطاق عمل شمل عشر محافظات ومدن، ومشاركة واسعة من تسع جهات حكومية، وإحدى عشرة جهة خاصة، وسبعة كيانات من القطاع غير الربحي، وثمانية فرق تطوعية مختصة، موزعين في اثنتين وعشرين نقطة مختلفة، والإشراف على 2586 متطوعاً ومتطوعة، لخدمة الآلاف من المستفيدين، في أيام معدودات ..
واليوم، و بعيداً عن وسائل الإعلام، تحط قافلة الدكتورة ( العصامية ) التطوعية، على صعيد جده، لمواصلة رحلة العمل التطوعي، من خلال العديد من البرامج التطوعية المثرية والنوعية والخلاقة، وربما أحدها مبادرة ( ابشروا بالعيدية )، لقطاعات، و فئات من المجتمع ..
هي تترك أثر ونحن نكتب خبر !
نعم، إنها سيدة العمل التطوعي، عربياً، وقارياً، بل وعالمياً، ومن يتتبع جزءاً قليلاً من إنجازات، وإسهامات، والمهام، في سيرة الدكتورة مشاعل العصيمي، سيدرك أنه أمام قامة إنسانية، و مفخرة سعودية، نباهي بها جميع الدول المتقدمة، خاصة في مجال العمل التطوعي، والتنموي، والإنساني، في عمل تصفه الدكتورة مشاعل، بأنه سمة لدى معظم النسيج السعودي، و أحد خصائل شريعتنا الإسلامية السمحاء .
وتقول الدكتورة مشاعل العصيمي في إحدى لقاءاتها الإعلامية، أن البرامج والمبادرات التطوعية موجودة ومتوارثة بين أطياف المجتمع السعودي، ولكن في المستقبل الحالي أصبح لها توهجاً لافتاً لما تحظى به من اهتمام
ودعم كبيرين من القيادة الرشيدة، كما أن هذه البرامج والمبادرات الاجتماعية تنسجم بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، خاصة فيما يتعلق بتعزيز قيم المواطنة المسؤولة، كما تؤكد على الدور المفصلي لكل مواطن سعودي في تحقيق الآمال والتطلعات الوطنية، والنهوض بالمسؤوليات الملقاة على عاتق الجميع تجاه الوطن والمجتمع وأفراد الأسرة .
فاصلة :
” لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ
وَلا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغَضَبُ ” .
✍🏼 فهد الحشام