الحاجة تُضعف الإنسان
كثيرًا ما نُظهر التسامح أو نتغافل عن ما لا يُرضينا، ونقنع أنفسنا أن هذا نضج أو طيبة. لكن الحقيقة أن دافعنا في الغالب هو الحاجة، لا القوة. الحاجة شعور خفي، لا يُعلن عن نفسه، لكنه يؤثر في قراراتنا وردود أفعالنا، ويجعلنا أحيانًا نصمت خوفًا من خسارة ما نحتاجه: علاقة، وظيفة، أو حتى شعور بالقبول.
في البيت، في العمل، في العلاقات… نصمت ليس لأننا لا نعرف حقوقنا، بل لأننا نخشى الفقد. الحاجة ليست دائمًا واضحة، لكنها تغيّرنا من الداخل، حتى نبدو متسامحين أكثر مما ينبغي، ونتجاهل أكثر مما نحتمل.
الفرق بين الاحتياج والحاجة كبير؛ فالاحتياج مؤقت، ظاهر، يمكن التعبير عنه. أما الحاجة، فهي شعور داخلي مستمر، نادرًا ما يُقال، لكنه يُترجم في كل تصرف نتخذه تحت ضغط الخوف أو التعلق.
القوة الحقيقية أن نُدرك حاجتنا دون أن نتنازل عن كرامتنا، أن نوازن بين ما نريد وما نستحق، ونعرف متى نعطي ومتى نتوقف.
فبعض الاحتياجات، إذا تمسكنا بها أكثر مما ينبغي، تتحول إلى وسيلة استغلال… وسجن نُغلقه على أنفسنا دون أن ندري.
بقلم : غادة القحطاني
@mada_ghadah