نزيف الكفاءات ..

لم يخطر ببالي يومًا نشر كتاباتي، فقد كانت مجرد مساحة شخصية أعبّر فيها عن أفكاري، دون طموح يتجاوز متعة الكتابة ذاتها. لكن شيئًا ما دفعني إلى إعادة النظر، ربما لأن التجارب كشفت لي كيف تبدو طرق النجاح في بعض البيئات أشبه بحقول ألغام، لا يجتازها إلا من يجيد الالتفاف حولها.

كلما ظننا أننا تجاوزنا عقبة، ظهرت أخرى أشد تعقيدًا، وكأن العرقلة لم تعد استثناءً، بل تحوّلت إلى نهج ممنهج. لم يكن التحدي في صعوبة الطريق، بل في وجود من يصنع الحواجز عمدًا، خشية أن يهتز عرشهم إن أُفسح المجال للكفاءة. لا يعتمدون على الإنجاز، بل على إتقان التلاعب، مستغلين ثغرات اللوائح وضعف بعض المسؤولين الذين فضّلوا الولاء على الأداء. ورغم وجود أنظمة يُفترض أن تضمن العدالة، فإن بعض الأيدي الخفية تحوّلها إلى أدوات انتقائية تخدم مصالحها.

الحل لا يكمن في مزيد من القوانين، بل في آلية صارمة لاختيار المسؤولين، تضمن ألا يُمنح المنصب إلا لمن أثبت جدارته عمليًا، عبر اختبارات حقيقية أمام لجان مستقلة ترتبط بجهة عليا لا تخضع لأي تأثير داخلي.

عندها فقط، سيتوقف نزيف الكفاءات، وسيتحوّل النجاح من معركة غير عادلة إلى استحقاق طبيعي لمن يستحقه، وستبقى الهوايات للمتعة، لا مهربًا من واقع يعيق الأكفاء.

بقلم / أميره القحطاني

‏@Amira_q2030

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
News.sa
مرحبا👋
كيف نقدر نخدمك .